هل يخلف انسحاب أميركا من العراق تداعيات كأفغانستان
recent
عاجل

هل يخلف انسحاب أميركا من العراق تداعيات كأفغانستان



هل يتكرر سيناريو انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من دولة أفغانستان عندما يقدمون على الخطوة نفسها في العراق بعد نهاية ديسمبر من العام الحالي؟ وهل سيظهر تنظيم داعش مجدداً بقوة وتضعف القوى العسكرية لتسود الفوضى؟ أم أن المعادلة في العراق مختلفة؟


تساؤلات بات يطرحها كثيرون من الجميع على خلفية تفلّت واشنطن من وعودها في دولة أفغانستان، وما يزيد مخاطر ما قد يحدث في العراق تسليم واشنطن القواعد العسكرية للقوات العراقية في ظل النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة، وتحكّم ميليشيات موالية لطهران بالأوضاع، ما يفتح الباب أمام صراعات وانفلات أمني خطير يهدد كثيرين، خصوصاً الناشطين.

لكن في المقابل، يرى آخرون أنه لا حضور أميركياً فاعلاً ويحمي أحداً من العراقيين منذ عام 2011، لذلك فلا داعي للمخاوف المتعلقة بالانسحاب على أمن الناشطين.

تحدي «داعش»

على الأراضي العراقية حالياً نحو 2500 جندي أميركي، أغلبهم يستقر في قواعد بأربيل والأنبار وبغداد، ضمن مهمة قتال «داعش» وطرده.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلنكين أشار سابقاً إلى تأكيد التزام واشنطن الطويل المدى باستقرار العراق وقوته وازدهاره، وأن «مهمة دحر داعش لم تنته، لكنها تحولت إلى مرحلة تقوم على تقوية قدرات القوات العراقية».

وأكدت الولايات المتحدة الأمريكية بوصفها قائدة التحالف الدولي ضد «داعش»، أنها ستواصل تدريب القوات العراقية وتفعيلها وتقديم المشورة لها. وأمس، كشف الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول، خططاً عسكرية جديدة شمالي بغداد لملاحقة خلايا «داعش» النائمة. مضيفاً أن القوات العراقية جاهزة لحماية البلاد وتأمينها من أي مخاطر بعد الانسحاب الأميركي، وأنها حققت النصر على «داعش»، وهي قادرة على حماية العراق.

لكن ما حدث مع الجيش الذي درّبته الولايات المتحدة في أفغانستان من انهيار سريع وضعف الروح القتالية أمام هجمات حركة طالبان، ولجوء كثير من أفراده إلى دول مجاورة، يثير مخاوف من تكراره في العراق. ويُضاف إلى ذلك تغلغل النفوذ الإيراني في مفاصل العراق وتأثير ميليشياتها ومواليها على كثير من قطعات الجيش، خصوصاً الحشد الشعبي.

ميليشيات إيران

ويُخشى من تعزيز إيران لنفوذها بعد الانسحاب الأميركي، حيث إن معادلة القوة حينها ستكون مبنية على النفوذين المالي والتسليحي، وهذان عنصران تمتلكهما الفصائل الموالية لطهران بشكل كبير.

ومع استعصاء حل مشكلة السلاح المنفلت، يُضاف هاجس الميليشيات ليمثل أزمة أخرى بعد الانسحاب الأميركي، وكان آخر إنذار في هذا الشأن في يونيو الماضي، حيث اضطرت السلطات العراقية لإطلاق القيادي البارز في الحشد الشعبي قاسم مصلح، بعد نحو أسبوعين من توقيفه بتهمة «الإرهاب»، قائلة إن ذلك جرى «لعدم كفاية الأدلة».

وكاد توقيف مصلح أن يفجر نزاعاً دموياً، إذ اقتحمت فصائل من «الحشد» المنطقة الخضراء الشديدة التحصين وسط بغداد وحاصرت مواقع حساسة، بينها مقر الحكومة.

ووسط تلك المُعطيات، يُتوقع بعد الانسحاب الأميركي أن تسيطر الفصائل الموالية لإيران على القرار الداخلي والخارجي للعراق، وتخرّب انفتاحه على دول جواره، وقد تعرّضه لأزمات دولية وعقوبات 

هل يخلف انسحاب أميركا من العراق تداعيات كأفغانستان

أخبار الأمة

Comments
    NameEmailMessage